كان يوجد لعبة قديمة في السيرك عبارة عن رجل يدخل بداخل مدفع كبير ليتم أطلاقة، فيقع على شبكة في أخر السيرك وسط تصفيق حاد من الجماهير المشاهدة لهذا العرض الشيق.. نحن لا نتحدث عن لعبة لها علاقة بالسيرك، ولكن يبدو أن لعبة السيرك سابقة، هي التي أثرت على صناع اللعبة التي نتحدث عنها وهي لعبة Red Alert 3..
لعبة Red Alert 3 تنتمي لفئة الألعاب الإستراتيجية Sci-Fi Real-Time Strategy وهي من إنتاج شركة EA الأمريكية. وقد تم طرح إصدار الكومبيوتر الخاص باللعبة في أواخر شهر أكتوبر الماضي، كما تم طرح إصدارين أخريين في أواخر مارس الماضي يعملا على؛ بلاي أستيشن 3 وأكس بوكس 360. لعبة "الإنذار الأحمر" أو Red Alert تم إنتاجها لأول مرة في سنة 1996 تحت أسم Command & Conquer: Red Alert. وهي بالفعل تنتمي لسلسلة ألعاب Command & Conquer، ولكن بعد إطلاق جزء Red Alert واللاعبين يعتبرونها كجزء منفصل عن سلسلة الألعاب الشهيرة. وعندما لاحظت الشركة المنتجة للعبة Westwood Studios استعداد اللاعبين لتقبل اللعبة كجزء منفصل، بدأت بالفعل في تطوير اللعبة من هذا المنطلق سواء من ناحية الخط الدرامي، أو من ناحية إمكانيات اللعبة المختلفة وإستراتيجية اللعب..
المعادلة الكلاسيكية التي تم استخدامها في بناء الخط الدرامي للعبة هي الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا، والتي بطريقة ما انقلبت لسباق في التسليح وبالتالي تطوير للترسانة النووية للبلدين!! ولكن في الجزء الثاني من اللعبة Red Alert 2 -التي أصبحت كسلسلة منفردة الآن- تم تغيير إستراتيجية الحرب الباردة وانقلبت إلى حرب فعلية بين أمريكا وروسيا، وذلك عندما قامت القوات الروسية بالهجوم على أمريكا في حرب شرسة أطلقوا عليها Yuri's Revenge، وهذا لأنه حسب اللعبة، فإن قائد القوات الروسية كان أسمه Yuri وبسبب أيضا أن Yuri نفسه قام بتطوير نوع جديد من الأسلحة يقوم من خلاله بالسيطرة على عقول الذين يحاربهم psychic dominator technology.
في الجزء الجديد من اللعبة Red Alert 3، قام مطوري اللعبة باستخدام المحرك الفيزيائي الخاص بلعبة Command & Conquer 3: Tiberium Wars الذي يتميز بواقعية شديدة في الجرافيكس وقوة كبيرة في المؤثرات البصرية في بناء الإصدار الجديد، ولذلك فسنجد أن هذا الجزء يتميز بواقعية كبيرة جدا في تحرك الشخصيات مما سيجعلك تنغمس في غمار المعارك الطاحنة الموجودة باللعبة.. أما بالنسبة للخط الدرامي، فاللعبة ستكون حول حرب من نوع جديد، بسبب أن قائد القوات الروسية سيستطيع أن يسافر في الزمن لكي يقوم باغتيال العالم الفيزيائي "ألبرت أينشتاين" على أساس أنه بهذا سيمكن روسيا من السيطرة على العالم... ولكن للأسف، فإن حادثة الاغتيال تؤدي لظهور قوة جديدة على الساحة وهي إمبراطورية اليابان والتي يطلق عليها في اللعبة "إمبراطورية الشمس" Empire of the Rising Sun.
الإصدار الجديد للعبة به العديد من المميزات، نذكر منها أن القوات التي ستستخدمها في حروبك سيكون لها أكثر من استخدام بغض النظر عن الفئة التي تنتمي إليها. بمعنى أنه في الماضي كانت قوات المشاة تحارب قوات المشاة فقط، ولكن في الجزء الجديد وعن طريق زر الـ F من لوحة المفاتيح، ستستطيع أن تجعلها تصوب أيضا على الطائرات.. بالطبع سيكون تأثيرها على الطائرات ضعيف بالمقارنة بتأثير القوات المضادة للطائرات ولكن هذا على الأقل سيتيح لك الفرصة أن تستفيد من نوع واحد من قواتك في كذا مهمة وبالتالي ستستطيع أن تستثمر أموالك في تطوير جيشك من الناحية التكنولوجية بطريقة أسرع، بدلا من تضيعها في إنشاء قوات مختلفة..
أما بالنسبة لبقة الميزات الجديدة التي تم إضافتها في اللعبة، فسنجد مثلا أن القوات الأمريكية ستتميز بقوة الأسطول البحري خصوصا وأنك في الإصدار الجديد ستستطيع الاستعانة بالدلافين للهجوم على مراكز أعدائك البحرية، أما الجيش الروسي فسنجد أنه يحتوي على وحدات جديدة مثل قوات "الدببة المظلية" parachuting bears!! وهي عبارة عن قوات من الدببة المفترسة يتم إطلاقها بالمدافع الكبيرة، فتسقط بالمظلات فوق قوات الأعداء –كما في لعبة السيرك التي ذكرناها- وهي قوات تتميز بالشراسة وقادرة على إحداث كم كبير من التدمير في قوات الأعداء. أما أقوى ميزة في الإصدار الجديد ولا توجد في أي لعبة إستراتيجية أخرى على الإطلاق فهي ميزة الـ co-commander، وهي تمكن اللاعب من توكيل مهمات معينة لشخصية أخرى باللعبة تعمل على أنها مساعد القائد.. فمثلا لو كانت قواتك تتعرض لهجوم من جهة معينة، وأنت مشغول في تنظيم الجيش، فيمكنك وقتها أن توكل مهمة التصدي للهجوم بقوات معينة لقائد أخر، تكون هذه هي مهمته فقط، وأنت تتفرغ لمهماتك الأخرى!!
المدهش في الأمر، أنه في الإصدار الجديد ليس بالضرورة أن تلعب ضد أصدقائك باستخدام خاصية اللعب الجماعي، بل أصبح من الممكن أن تستخدم خاصية اللعب الجماعي في أن تكون أنت وصديقك جيشا واحدا لتقوما باللعب سويا ضد الكومبيوتر عن طريق الـ co-commander..